أخبار

انفجارات هائلة تهز كييف والمدن الأوكرانية الأخرى

أطلقت روسيا وابلا ضخما من الصواريخ ضد عدة مدن أوكرانية يوم الاثنين، ودمرت أهدافا مدنية بما في ذلك وسط مدينة كييف حيث قُتل ستة أشخاص على الأقل وسط احتراق سيارات وتهدم مبان، ما أعاد إلى الأذهان الحقيقة المروعة للحرب بعد شهور من تخفيف التوترات في العاصمة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غزا جيشه أوكرانيا المجاورة في 24 فبراير، إن الضربات كانت انتقاما لما وصفه بأعمال كييف “الإرهابية” – في إشارة إلى محاولات أوكرانيا لصد قوات الغزو الروسية وشل خطوط إمدادها.

وتشمل المحاولات التي أشار إليها بوتين، هجوما في نهاية الأسبوع الماضي على جسر رئيسي بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تم ضمها، والذي هو قيّم للكرملين.

وبحسب دائرة الطوارئ الحكومية الأوكرانية فإن 11 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 64 آخرون في الهجمات الصباحية في جميع أنحاء البلاد.

وفي مكالمة فيديو مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، قال بوتين: إن الجيش الروسي أطلق “أسلحة دقيقة” من الجو والبحر والأرض لاستهداف منشآت رئيسية للطاقة والقيادة العسكرية.

 

أكبر هجمات روسية منذ شهور

وتُعدّ الضربات الصاروخية أكبر وأوسع هجوم روسي منذ شهور، ولم يصل بوتين –الذي أدى إصداره لأمر التعبئة الجزئية في وقت سابق من هذا الشهر إلى نزوح مئات الآلاف من الرجال في سن القتال من روسيا- إلى حد إعلان الأحكام العرفية أو عملية لمكافحة الإرهاب كما توقع الكثيرون.

لكن القصف المستمر على المدن الكبرى أصاب المناطق السكنية ومنشآت البنية التحتية الحيوية على حد سواء، مما ينذر بزيادة كبيرة في الحرب وسط هجوم مضاد أوكراني ناجح في الأسابيع الأخيرة ويثير تساؤلات حول مدى “دقة” استهداف روسيا.

 

انفجارات في وسط كييف

وقال رئيس البلدية Vitali Klitschko إن الانفجارات ضربت منطقة Shevchenko في العاصمة وهي منطقة كبيرة في وسط كييف تضم البلدة القديمة التاريخية بالإضافة إلى العديد من المكاتب الحكومية.

وضربت بعض الصواريخ المنطقة القريبة من الحي الحكومي في قلب العاصمة الرمزي حيث يقع البرلمان ومعالم رئيسية أخرى، حيث تضرر بشكل كبير برج زجاجي يضم مكاتب، وتحطمت معظم نوافذه ذات اللون الأزرق.

وشوهد أناس في الشوارع ملطخون بالدماء، كما تضررت عدة سيارات أو دمرت بالكامل، ودوت صفارات الإنذار مرارا وتكرارا في جميع أنحاء البلاد وفي كييف.

وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية أطلقت عشرات الصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع ضد أوكرانيا.

وبحلول منتصف الصباح، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن روسيا أطلقت 81 صاروخ كروز وأن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 43 صاروخا منها.

وأضاف زيلينسكي إن الهجمات كانت متعمدة في توقيت لقتل الناس، وكذلك لضرب شبكة الكهرباء في أوكرانيا، وأوضح رئيس وزرائه إن 11 هدفا رئيسيا للبنية التحتية تعرضت للقصف في ثماني مناطق، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء أو المياه أو التدفئة في أجزاء من البلاد.

 

انتهت شهور الهدوء

نظرا لأن صفارات الإنذار كانت تدوي دائما طوال فترة الحرب في المدن الأوكرانية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، فقد بدأ العديد من الأوكرانيين في كييف ومناطق أخرى شهدت شهورا من الهدوء في تجاهل التحذيرات وممارسة أعمالهم المعتادة.

لكن تغير ذلك صباح الاثنين، حيث وصلت الهجمات إلى كييف في بداية ساعة الذروة الصباحية، عندما بدأت حركة الركاب في الانتعاش.

ونشرت Lesia Vasylenko، عضوة البرلمان الأوكراني، صورة على تويتر تظهر أن انفجارا واحدا على الأقل وقع بالقرب من المبنى الرئيسي لجامعة كييف الوطنية في وسط كييف.

وفي أماكن أخرى، استهدفت روسيا مناطق مدنية وبنية تحتية للطاقة مع انطلاق صفارات الإنذار في كل منطقة من مناطق أوكرانيا، باستثناء شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وقال وزير الخارجية الأوكراني Dmytro Kuleba إنه تحدث مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ يوم الاثنين حول وصول كييف إلى أنظمة الدفاع الجوي و “المعدات لمواجهة تحديات إمدادات الكهرباء” في أعقاب الهجمات الروسية الأخيرة.

 

عدة أشخاص قُتلوا في مدينة دنيبرو

شاهد صحفيو وكالة أسوشيتد برس في مدينة دنيبرو جثث عدة أشخاص قتلوا في موقع صناعي على مشارف المدينة، وتحطمت النوافذ في المنطقة وتناثر الزجاج في الشارع، وأصيب مبنى اتصالات.

كما أفادت وسائل الإعلام الأوكرانية عن وقوع انفجارات في عدد من المواقع الأخرى، بما في ذلك مدينة Lviv الغربية التي كانت ملجأ للعديد من الأشخاص الفارين من القتال في الشرق، وكذلك في خاركيف و Ternopilو Khmelnytskyiو Zhytomyr و Kropyvnytskyi.

وقال رئيس البلدية Ihor Terekhov إن خاركيف أصيبت ثلاث مرات، وتسببت الضربات في انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وقال الحاكم الإقليمي Maksym Kozytskyi إن البنية التحتية للطاقة تضررت أيضا في Lviv.

ووصف بوتين يوم الأحد الهجوم على جسر كيرتش المؤدي إلى شبه جزيرة القرم بأنه عمل إرهابي نفذته الخدمات الخاصة الأوكرانية، وقال بوتين في اجتماع يوم الأحد مع رئيس لجنة التحقيق الروسية “ليس هناك شك في أنه كان عملا إرهابيا يستهدف تدمير البنية التحتية المدنية بالغة الأهمية”.

ويعتبر جسر كيرتش مهما لروسيا من الناحية الاستراتيجية، كخط إمداد عسكري لقواتها في أوكرانيا، ومن الناحية الرمزية، يعتبر الجسر رمزا لمطالبها في شبه جزيرة القرم، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجير الجسر البالغ طوله 19 كيلومترا، وهو أطول جسر في أوروبا.

وأوضح Ben Hodges، القائد السابق لقوات الجيش الأمريكي في أوروبا، أن نطاق الضربات يوم الاثنين يشير إلى أن خطة روسيا للتصعيد ربما تم وضعها قبل الهجوم على الجسر.

 

زيلينسكي: روسيا “تحاول تدميرنا”

وسط الهجوم، قال زيلينسكي في حسابه على Telegram إن روسيا “تحاول تدميرنا ومسحنا من على وجه الأرض”.

وقد جلبت الهجمات نوبة جديدة من الإدانة الدولية لروسيا.

حيث قال Steffen Hebestreit المتحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتز، إن مجموعة القوى الصناعية السبع ستعقد مؤتمر فيديو يوم الثلاثاء بشأن الوضع الذي سيتطرق إليه زيلينسكي، علما أن ألمانيا تترأس حاليا مجموعة السبع.

وقد قطع وزير الخارجية الأوكراني جولته الإفريقية وعاد إلى أوكرانيا، قائلا على تويتر إن الهجمات تمثل “إرهابا في المدن الأوكرانية المسالمة”.

ويخشى البعض أن تكون هجمات يوم الاثنين هي الحلقة الأولى من سلسلة هجمات روسية متجددة، حيث أعلنت وزارة التعليم الأوكرانية أن جميع المدارس في أوكرانيا يجب أن تتحول إلى دروس عبر الإنترنت على الأقل حتى نهاية هذا الأسبوع.

وفي مؤشر آخر على تصعيد محتمل، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يوم الإثنين، إنه أمر قواته بالانتشار بالاشتراك مع القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، التي اتهمها بالتخطيط لهجمات على بيلاروسيا مع داعميها الغربيين.

أما في الداخل الروسي، فقد رحب الصقور بالهجمات الصاروخية، وأشاد رمضان قديروف، الزعيم الشيشاني الموالي للكرملين، بهجمات يوم الاثنين قائلا: “الآن أنا راض بنسبة 100 في المئة عن الطريقة التي تجري بها العملية العسكرية الخاصة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!