هجرة ولجوء

تقرير – كندا تعتمد على استقطاب المهاجرين الشباب لعلاج مشكلة شيخوخة القوى العاملة

أكثر من 20 في المئة من الأشخاص الذين تصنفهم كندا على أنهم في سن العمل تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاما، مما يشير إلى أنهم على وشك التقاعد.

وللحديث عن الشيخوخة لسكان كندا، فإنه من المهم أن ندرك أنه في الفترة من 2016 إلى 2021، نما عدد الأطفال دون سن 15 عاما بوتيرة أبطأ بست مرات من عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر، بالتالي فإن هذه الحقيقة، جنبا إلى جنب مع حقيقة أن هذه النسبة من 55 إلى 64 عاما من السكان العاملين تمثل أعلى مستوى في التاريخ المسجل للتعداد الكندي، يشير إلى أن القوة العاملة الكندية في مرحلة شيخوخة واضحة تماما.

ومما يزيد هذا القلق حقيقة أن معدل الخصوبة في كندا أقل من مستوى “استبدال السكان”، علما أن مستوى استبدال السكان عالميا يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة، لذا فإنه من الواضح أن كندا تتجه نحو الانضمام إلى البلدان ذات معدلات الخصوبة “الأدنى” (1.3 طفل أو أقل لكل امرأة).

وتشير هذه البيانات مجتمعة إلى أن مستقبل القوى العاملة الطبيعية في كندا يمكن أن يسير في اتجاه دون المستوى الأمثل.

وتعتقد هيئة الإحصاء الكندية أن هذه الحقائق قد تشكل ضغطا متزايدا على سوق العمل بالإضافة إلى ممارسة ضغط إضافي على أنظمة الرعاية الصحية وأنظمة المعاشات التقاعدية في جميع أنحاء البلاد، ووفقا لذلك، يجب على كندا الآن أن تبحث عن حلول أخرى إذا أرادت البلاد الاستمرار في الحفاظ على قوتها العاملة وتنميتها.

ولحسن الحظ، يجب أن تساعد الهجرة في تحقيق هذا الهدف، خاصة بفضل الاتجاهات التي كشف عنها أحدث تعداد سكاني في كندا.

كيف يمكن أن تساعد الهجرة الأخيرة القوى العاملة في كندا؟

وفقا لبيانات التعداد السكاني لعام 2021، فإن ما يقرب من ثلثي المهاجرين الكنديين (64.2 في المئة) في الفترة ما بين عامي 2016 و2021 يقعون في النطاق العمري الذي يحدده هذا البلد على أنه من سن العمل الأساسي (من 25 إلى 54 عاما).

ولفهم القيمة التي تضعها كندا على عمر العمال المهرة القادمين إلى هذا البلد، يمكننا ببساطة إلقاء نظرة على نظام التصنيف الشامل (CRS) المستخدم لتقييم المتقدمين في نظام الهجرة Express Entry.

يوفر نظام التصنيف الشامل للمتقدمين عددا مختلفا من النقاط حسب أعمارهم في وقت تقديم الطلب، حيث يتم منح أكثر النقاط المتاحة للعمر لمقدمي برنامج Express Entry الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما (100 نقطة).

أما قبل سن 20، يحصل المرشحون على 0 نقطة إذا كانوا يبلغون من العمر 17 عاما أو أقل، و90 نقطة إذا كان عمرهم 18 عاما و95 نقطة إذا كانوا يبلغون من العمر 19 عاما.

وبالنسبة للمرشحين الذين تبلغ أعمارهم 30 عاما أو أكثر، فإن النقاط المتاحة في الفئة العمرية ستنخفض تدريجيا كل عام من 100 نقطة تُمنح للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما، إلى 95 نقطة عن عمر 30 وهكذا، بمعنى أن المرشحين بعمر 31 يحصلون على 90 نقطة، و85 نقطة عند 32، و80 نقطة عند 33 وما إلى ذلك.

ويتغير هذا قليلا بعد سن 40 (45 نقطة)، حيث يوجد انخفاض إجمالي بمقدار 10 نقاط كل عام – تحصل على 35 نقطة عند عمر 41 عاما، و25 نقطة عند 42، و15 نقطة عند 43 – حتى يبلغ المرشح 44 عاما (5 نقاط)، أما المرشحون الذين يبلغون من العمر 45 عاما أو أكثر فيحصلون على 0 نقطة من بند الفئة العمرية.

ونظرا إلى أن عددا متزايدا من المهاجرين يعملون الآن في كندا، لا سيما بالمقارنة مع مستويات ما قبل الوباء، فإن حقيقة أن المهاجرين الجدد هم في سن العمل الأساسي يعني أنهم يمكن أن يكونوا جزءا أكبر من تطوير القوى العاملة الكندية في المستقبل، ويجب أن تستمر الهجرة في لعب دور كبير في ازدهار كندا كدولة.

وعلى الرغم من الاتجاهات الوطنية المثيرة للقلق بما في ذلك شيخوخة السكان وانخفاض معدل المواليد، يبدو أن القوى العاملة في هذا البلد تتجه نحو مستقبل أكثر إشراقا بفضل الهجرة والعمر الذي يأتي فيه المهاجرون الجدد إلى كندا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!