صحة

داخل غرفة الطوارئ في أونتاريو.. يروى عدد من المرضى ما حدث معهم

يعود سبب طول فترات الانتظار في غرف الطوارئ في المستشفى إلى ازدياد أعداد العمليات الجراحية، وأزمات توظيف كوادر الموظفين، إضافة إلى السياسات التي يتبعها أطباء الأسرة.

يروي عدد من الأشخاص تجربتهم في غرفة الطوارئ في أونتاريو عندما اضطروا للانتظار لفترة طويلة قبل أن يتلقوا العلاج المناسب أو يحصلوا على سرير مخصص للمرضى.

هذا ما أضاءت عليه CBC News من خلال عدد من التقارير السابقة التي نشرتها، وظهر فيها أن التراكم والتأخير الحاصل في إعداد السجلات الطبية يعود إلى مجموعة متنوعة من العوامل لا تتعلق بغرف الطوارئ نفسها.

أهمها حدوث أزمة في قبول المرضى في مختلف أجنحة المستشفى التي تعمل بكامل طاقتها، إضافة إلى نقص الكوادر جراء انتشار وباء كوفيد 19، ومحدودية القدرة على التواصل مع أطباء الأسرة.

وقد ورد إلى CBC News اتصالات من عشرات المرضى أو من أفراد أسرهم أرادوا الحديث عن القصص التي شهدوها في غرفة الطوارئ.

لم يقبل طبيب الأسرة معاينة طفلة مصابة بالحمى

لم يقبل طبيب الأسرة معاينة الطفلة تيا المصابة بالحمى
لم يقبل طبيب الأسرة معاينة الطفلة تيا المصابة بالحمى

تقول ميا هاتشينسون أنها عندما توجهت مع ابنتها تيا إلى غرفة الطوارئ في مستشفى Sick Kids في تورنتو ليلة الأربعاء في يونيو، أظهرت الشاشة الموجودة في غرفة الانتظار أن دور ابنتها سيأتي بعد ثلاث ساعات ونصف.

وأضافت هاتشينسون: “لقد اعتقدنا أن المدة قد تطول حتى 4 ساعات أو 4 ساعات ونصف، ولم نتخيل أبدًا أننا سننتظر 8 ساعات”.

“جلسنا في الردهة لمدة خمس ساعات برفقة 3 عائلات، ثم انتقلنا إلى غرفة الانتظار حيث جلسنا أيضا لمدة ثلاث ساعات أخرى”.

عندما توجهت هاتشينسون إلى غرفة الطوارئ، كانت ابنتها تيا تعاني منذ أربعة أيام من حمى وصلت فيها درجة حرارتها بين 39 و 40 درجة، رافقها نوبات سعال شديد مع الإصابة بالجفاف.

وقالت: “لم أستطع السيطرة على على الحمى وخفض ذرجة حرارتها، فاتصلنا بطبيب الأسرة، لكن ونتيجة للأعراض المرافقة لها لم يسمح لنا بإحضارها إلى مكتبه”.

لذلك اتجهت إلى غرفة الطوارئ حيث صادفت تواجد عددٍ من الأطفال ممن يعانون من أعراض مشابهة لحالة ابنتها.

قد يضطر مريض السرطان الانتظار 3 ساعات في غرفة الطوارئ

كيفن مريض سرطان انتظر 3 ساعات في غرفة الطوارئ
كيفن مريض سرطان انتظر 3 ساعات في غرفة الطوارئ

تقول نانسي هانتر أن لزوجها تجربة رائعة في جناح السرطان في مستشفى فيكتوريا في لندن في أونتاريو قدمها له الطاقم المختص العامل فيها، في حين كانت تجربتة مغايرة تمامًا في غرفة الطوارئ

بمجرد أن تم تشخيص إصابة كيفن بسرطان الغدد الليمفاوية، أعطاه قسم السرطان في مشفى فيكتوريا بطاقة خاصة تتضمن تعليمات حول ضرورة توجهه إلى غرفة الطوارئ فورًا في حال حدثت له حمى معندة خلال خضوعه لجلسات العلاج الكيميائي.

وقالت نانسي: “لقد أخبرونا بأن هذه البطاقة كفيلة لأن يعرف الطاقم الموجود في غرفة الطوارئ أن كيفن مريض بالسرطان ويحتاج لمعاملة خاصة”.

“ونتيجة لهذا الكلام اعتقدنا أننا سنحظى بالأولوية في التعامل، لكن كانت الحقيقة خلاف ذلك”.

“ما حدث أنه اضطر للانتظار في كل مرة توجه فيها إلى غرفة الطوارئ مدة لم تقل عن 10 ساعات، قبل أن يحصل على سرير، وهذا ما أثار لدينا قلقًا نتيجة نقص مناعته جراء العلاج”.

لكن وفي نوفمبر توفي كيفن هنتر بسبب سرطان الغدد الليمفاوية، بعد مضي 47 عامًا على زواجهما.

قالت نانسي: “ما زلت لا أفهم السبب الذي يجبر مرضى السرطان على تحمل عناء الانتظار لساعات في غرفة الطوارئ”.

اقرأ أيضا: الرعاية الصحية في كندا .. كل ما تريد معرفته

الانتظار 14 ساعة على الكرسي و 48 ساعة للحصول على سرير

فيونا هاميت مريضة انتظرت 14 ساعة على الكرسي و 48 ساعة للحصول على سرير في غرفة الطوارئ
فيونا هاميت مريضة انتظرت 14 ساعة على الكرسي و 48 ساعة للحصول على سرير في غرفة الطوارئ

تعرضت فيونا هاميت إلى انخفاض في الضغط تلاه حالة إغماء وذلك في يوم الأربعاء المصادف في منتصف شهر يونيو.

وعلى إثر هذه الحادثة نُقلت إلى غرفة الطوارئ في مستشفى Juravinski Hospital في هاميلتون، لتنتظر 14 ساعة على الكرسي قبل أن يتم معاينتها وفق ما قاله ابنها جريج نونان.

وقال نونان: “عندما تعرضت والدتي لحالة إغماء أخرى، أتت ممرضة لمساعدتها على الذهاب إلى الحمام، لكن وبالرغم من أن أعراض السكتة الدماغية كانت واضحة عليها، انتظرنا مدة 20 ساعة قبل أن تُقبل والدتي ويُسمح لها بالاستلقاء على سرير”.

وقد روى عبر رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلها إلى CBC News ما جرى مع والدته ذلك اليوم”.

حيث أكد أنها وفي الساعة 8 مساءً حصلت والدته على سرير، أي بعد 48 ساعة من وصولها إلى غرفة الطوارئ.

اقرأ أيضا: متوسط انتظار سرير في مستشفيات غرب كيبيك تجاوز الهدف البالغ 12 ساعة بكثير

كسر في العظم تسبب بقضاء ليلة طويلة في غرفة الطوارئ

منى روميه أصيبت بكسر في العظم تسبب لها بقضاء ليلة طويلة في غرفة الطوارئ
منى روميه أصيبت بكسر في العظم تسبب لها بقضاء ليلة طويلة في غرفة الطوارئ

تعرضت منى روميه لكسر في يدها اليمنى، اضطرت على إثره للذهاب إلى غرفة الطوارئ في مستشفى Oakville Trafalgar Memorial Hospital، والانتظار فيها لما يقارب 6 ساعات.

فقررت عندها إرسال بريد إلكتروني إلى CBC News تروي معاناتها من الانتظار هناك.

فكتبت: “قبل أن أذهب إلى أي طبيب، أتيت إلى غرفة الطوارئ لعلاج كسر في يدي يتطلب عملًا جراحيًا، لأتفاجأ بهذا المشهد وينتابني إحباط كبير”.

في صباح اليوم التالي وبعد الانتظار مدة طويلة، فحصها أحد الأطباء، ثم أحالها إلى مستشفى ميلتون للجراحة في نهاية شهر يونيو.

شيء ما يجب أن يتغير

ويليام ووكر مريض عانى من أعراض جلطة لكنه انتظر لساعات طويلة في غرفة الطوارئ قبل أن يحصل على العلاج.
ويليام ووكر مريض عانى من أعراض جلطة لكنه انتظر لساعات طويلة في غرفة الطوارئ قبل أن يحصل على العلاج.

عانى ويليام ووكر في عيد الأب من ارتفاع في ضغط الدم، حيث قالت زوجته غريس والكر: “شعر في ذلك الوقت بدوار شديد، ترافق بحالة من الصداع والغثيان”. “وكونه يعاني من مرض في القلب لم نرغب في المجازفة”.

أجرت والكر اتصالًا مع خدمة “Telehealth Ontario” وطلب استشارة طبية كان الرد عليها بأن ما يعانيه زوجها ويليام من أعراض يستدعي ذهابه إلى قسم الطوارئ.

وهناك انتظر لمدة 9 ساعات في Lakeridge Health في مدينة Oshawa.

وخلال وجودها مع زوجها في غرفة الطوارئ شاهدت غريس كثيرًا من الإصابات التي تبدو خفيفة مثل التواء الكاحلين، والتي من الممكن تقديم الرعاية لها في عيادات الأطباء كونها حالات غير خطيرة”.

كسر في الورك لدى سيدة تبلغ من العمر 100 عام

إيرين فريزر سيدة بعمر 100 عام عانت من الانتظار لساعات طويلة قبل أن تتلقى الرعاية الطبية جراء كسر في الورك
إيرين فريزر سيدة بعمر 100 عام عانت من الانتظار لساعات طويلة قبل أن تتلقى الرعاية الطبية جراء كسر في الورك

خلال حياتها التي وصلت إلى 100 عام ذهبت إيرين فريزر إلى غرف الطوارئ مرتين فقط، وهذا أمر رائع للغاية بالنظر إلى تقدمها في العمر.

حيث تعرضت فريزر لحادث سقوط في دار رعاية المسنين الذي تقيم فيه وذلك في يوم الأحد المصادف في منتصف يونيو، ثم أُسعفت في فترة الظهيرة إلى غرفة الطوارئ في مستشفى Juravinski Hospital.

يقول ابنها جيم وزوجته جانيت فريزر وهي ممرضة متقاعدة، أنه حتى الساعة 10 مساءً بقيت إيرين في الممر دون أن يراها أي طبيب ولم تستطع أن تشرب أي شيء.

“تساءلت لماذا لم يعملوا لها حقنة وريدية. لقد أبلغت الممرضة بأني كنت قلقة كونها لم تشرب شيئًا طيلة اليوم لأن الجفاف قد سبب لها مشاكل في الماضي. لقد ظلت طوال اليوم دون أن تأخذ أدويتها اليومية على حد علمنا”.

تقول جانيت أنها استغربت أنه لم تطلب الـ RNs أو الممرضات الموجدات في غرفة الطوارئ عمل الاختبارات والأشعة السينية لإيرين، بل ولم يسألهم أحد عن وضعها الصحي بشكل عام.

أخيرًا قام أحد الأطباء بفحص إيرين بعد منتصف الليل، ثم اتصل بجيم على الفور وشرح له بشكل بسيط ومختصر حول إيجابيات وسلبيات إجراء عمل جراحي لكسر الورك.

عادت إيرين إلى دار الرعاية، وها هي تتماثل للشفاء بعد إجراء العمل الجراحي، مع تلقيها للعلاج الطبيعي

اقرأ أيضا: الرعاية الصحية في كندا والخدمات التي يتم توفيرها من خلالها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!